زمان زمان..كان ياما كان..حدث أن ذهب الامبراطور “أودا” يوما ما الى قصره المقام فى إقليم “سيتسو” والمسمى ب “قصر يووكاى إين”. وعندما وصل الى هناك كانت فى استقباله جوقة من الموسيقى. فلما استقر به المقام قال لأتباعه:” من بين النساء البغايا الموجودات بهذه الناحية إختاروا لى أكثرهن جمالا وذكاءا وبراعة فى الغناء وأحضروها إلى هنا”. وحين ذهب أتباع الامبراطور الى دور البغايا يبحثون عن مثل تلك المرأة قالت لهم بعض البغايا :” هناك فتاة إسمها “أووإيه نوتامابوتشى”
تنطبق عليها تلك الأوصاف”. وعندما أحضر الأتباع تلك الفتاة إلى الامبراطور “أودا” نظر إليها فوجدها فى غاية الروعة والجمال، فطلب منها أن تقترب من مكانه الذى يجلس به ثم سألها قائلا: “هل حقا إسمك “تامابوتشى”…أى “بركة اللآلىء” “؟ وكان الامبراطور فى ذلك الوقت قد طلب من جميع الحضور من الأمراء والنبلاء أن يرتجلوا أشعارا مستوحاة من إسم هذا القصر”يووكاى إين” ، فانبرى الامبراطور يقول لها:” لقد سمعت أنك أيضا حاذقة فى تأليف الأشعار..حسنا..أرينى مهارتك وقومى الآن بارتجال قطعة من الشعر مستوحاة من اسم هذا القصر ، فلو استطعت ذلك فدعينى أعترف بأن إسمك على مسمى بحق” ! وحينئذ إرتجلت الفتاة بيتين من الشعر قالت فيهما :
ولأننى..
ها أنا قد التقيت
بربيع..
يستحق العيش به
ربيع تلفه..
شبورة..
خضراء..
باهتة اللون
فها أنا قد
قدر لى..
أن أرتقى درجات سلم
هذا القصر
مثل شبورة الربيع
التى..
تزحف..
على القمم !
وعندما انتهت الفتاة الغانية من تلاوة الشعر ظل الامبراطور فاغرا فاه من الدهشة لعدة لحظات..ثم ما لبث أن أذرف الدموع متأثرا ، ولأن جميع الحضور كانت الخمر قد دارت برؤوسهم فقد بكوا هم الآخرون جميعهم، فقام الامبراطور بإعطائها ثوبين من الحرير هدية لها ، ثم قال:” على جميع الحضور أن يخلعوا الأرواب التى يرتدونها ويعطوها إلى هذه الفتاة..ومن لايفعل ذلك عليه بمغادرة هذه القاعة على الفور”! وهكذا خلع جميع الحضور من الأمراء والنبلاء والأتباع أروابهم وحرملاتهم وأعطوها للفتاة ، لكنها لم تستطع أن تحملها وحدها فحملها معها بعض أتباع الامبراطور. وهكذا وقبل أن يغادر الامبراطور القاعة أمر تابعا له إسمه “شيتشيروغيمى” بأن يتولى رعاية هذه الفتاة الغانية بعد أن سمع أنها تبنى بيتا فى الجوار لتعيش به ، وهكذا وتنفيذا لأوامر الامبراطور صار هذا التابع يزورها يوميا ويتابع أحوالها ويلبى طلباتها.